حب عن مصلحة حلقة1

كلهم ملمومين يبكيو على مشات أو بالأحرى عملو رواحهم يبكيو، والناس تعزي في عيلة جداتي المرحومة اللي تُعتبر من أغنى الناس في العالم، ثروتها لا تحصى ولا تعد. خدمت عليها ليل ونهار هي وبابي. دقيقة، نعرفكم بنفسي: أنا سمر، عمري 24 سنة، بيضاء وشعري أصفر، عينيّا خضر، فمي صغير ومليان، بدني يهبل، وقلبي أبيض وما يعرفش البغض، وعلى نيتي برشا. أنا أمي وبابا ماتوا وعمري عام ونص، وربتني جداتي، وكي وليت عمري 18 سنة خرجت نقرى البرّا في إيطاليا. ومن وقتها، مرجعتش لتونس حتى كلموني وقالولي جدتك ماتت. الحكاية كانت صعيبة عليا، أما بعد تقبلت الموضوع ورجعت لتونس. عندي يومين لهنا، اللي يعزيني يجي، وأنا نهار كامل في بيتي.

نهار قمت نشوف فيهم يمشوا ويجيوا ويتهروا كان في كلمة واحدة، قريب يوصل. دخلت الصالة نلقى العايلة الكل ملمومة، سألتهم: “شبيكم؟” جاوبني عمي:
– علاء، ولدي، ليوم جاي من بريطانيا.
– سمر: علاء جاي؟ مرحبا.
– عمي: عيشك.

علاء هذا ولد عمي الكبير، ما نتفكرش برشا عليه، أما اللي نعرفه أنه عمره 28 سنة وشادد شركة في بريطانيا، وجداتي تحبو برشا. ما نتفكرش وجهه أما نتفكر اللي أنا وياه كنا ديما نتعاركوا واحنا صغار.

حاصيلو، قعدت معاهم لين تحل الباب ودخل السيد علاء. منكذبش عليكم، أقل ما يتقال عليه: قنبلة. أسمر شوية، بدنه مخدوم، شعره أرطب كيف الحرير، عينيه كبار شوية ورموشه طوال، ووجهه مبرمج أكثر من حياتي. سلم على العايلة، وكي وصل ليّ، قعد يغزر لي باهت.
– علاء: كبرت يا فرخة، موش هكا؟
– سمر (على نيتي): وانت زينت يا مشعشت، موش هكا؟
– علاء: ههه بالطبيعة، اللازم لازم.

دخل وقعد، حكينا شوية، وبعد طلع لغرفته بش يرتاح. وأنا طلعت وراه بش نرقد، بالصدفة لقيت بيتي قدام بيتو بالضبط. ضحكت، وقبل ما نسكر الباب، سمعته يقول: “نوما هنيئا يا فرخة.” ضحكت وقلتلو: “وانت زادة يا مشعشت.” دخلت، تمديت على الفرش نضحك، وجهه مزال قدام عينيّا، يهبل، لين هزني النوم.